يواجه قطاع التمريض في المملكة العربية السعودية، وخاصة تمريض الأطفال، تحديات في استقطاب الكفاءات والاحتفاظ بها. تقيّم هذه الدراسة مستوى الارتباط الوظيفي لدى ممرضات الأطفال المسجلات وعلاقته بالمتغيرات الشخصية والمتعلقة بالعمل في مستشفيات مختارة بالمدينة المنورة. الهدف هو فهم كيفية تأثير العوامل الشخصية والوظيفية على ارتباط الممرضات بعملهن، ومن ثم اقتراح حلول لتحسين جودة الرعاية الصحية.
استخدمت الدراسة منهجًا وصفيًا مقطعيًا، حيث شملت 230 ممرضة مسجلة يعملن في أقسام الأطفال بالمدينة المنورة. أظهرت النتائج أن متوسط درجات الارتباط الوظيفي كان متوسطًا، مع أعلى الدرجات في جانب التفاني وأقلها في جانب الطاقة. يشير ذلك إلى أن الممرضات لديهن شعور عالٍ بالمسؤولية ولكنهن يفتقرن إلى الطاقة والحماس في العمل.
كما كشفت الدراسة أن ارتفاع درجات الارتباط الوظيفي مرتبط بعمر أكبر، وجنسية غير سعودية، ومؤهل تعليمي أعلى، ومدة خدمة أطول (أكثر من 10 سنوات). يشير ذلك إلى أن الخبرة والاستقرار في الحياة الشخصية يلعبان دورًا مهمًا في تعزيز الارتباط بالعمل. عادة ما تتمتع الممرضات الأكبر سنًا وذوات الخبرة العملية الطويلة باستقرار أكبر على الصعيدين الأسري والمهني، مما يؤدي إلى مستوى أعلى من الارتباط بالعمل.
ومع ذلك، فإن كون غالبية الممرضات من الأجانب قد يرتبط بحقيقة أن الممرضات السعوديات غالبًا ما يكنّ خريجات جديدات، قليلات الخبرة، ويتعرضن لضغوط تكوين أسرة ومسيرة مهنية. يطرح هذا أيضًا تحديًا لنظام الرعاية الصحية السعودي في تدريب الكفاءات الوطنية والاحتفاظ بها. الاستثمار في التدريب، ورفع مستوى الكفاءة المهنية، وتوفير بيئة عمل أفضل للممرضات الشابات ضروري لتعزيز الارتباط وجودة الرعاية الصحية.
في الختام، تقدم هذه الدراسة نظرة ثاقبة على آلية تسجيل وعمل الممرضات في المملكة العربية السعودية، وخاصة في مجال طب الأطفال. يمكن أن تساعد نتائج الدراسة المؤسسات الصحية في تطوير بيئة العمل، وتوظيف وتدريب والاحتفاظ بالممرضات، مما يحسن جودة الرعاية الصحية بشكل عام. الاهتمام بعامل الطاقة والحماس في العمل، بالإضافة إلى الاستثمار في تدريب وتطوير الممرضات الشابات، هو مفتاح الارتقاء بجودة الخدمات الطبية في المملكة.
