يُتيح تأسيس مجموعة دعم ذاتي فرصة للأفراد الذين يواجهون مشاكل أو ظروفًا أو تحديات حياتية مشتركة للالتقاء وتبادل الخبرات والمعارف والقوة والأمل. تُدار هذه المجموعات من قِبل الأعضاء ولأجلهم، ويمكن وصفها بدقة أكبر بأنها مجموعات “دعم متبادل”. يتم تأسيس مئات من هذه المجموعات أسبوعيًا في جميع أنحاء البلاد من قِبل أفراد عاديين يتمتعون بشجاعة والتزام واهتمام. يعتمد هذا الدليل على خبرتنا في دعم مئات الأفراد والمنظمات في تأسيس مجموعاتهم الخاصة. على الرغم من عدم وجود وصفة واحدة لتطوير مجموعة (حيث تقدم المجموعات الوطنية المختلفة نماذج و أساليب مختلفة)، إلا أن هذا الدليل يُقدم نظرة عامة على الخطوات والاستراتيجيات الأساسية.
لا تُضيع وقتك في إعادة اختراع العجلة: إذا كنت مهتمًا ببدء مجموعة تركز على اهتمام أو مشكلة محددة، فتحقق مما إذا كانت هناك مجموعة قائمة بالفعل لهذه المشكلة. ابحث على الإنترنت لمعرفة ما إذا كانت هناك منظمة وطنية قائمة وابحث في موقعها على الويب عن أي مواد إرشادية. تواصل مع المستشفيات أو المكتبات المحلية لمعرفة ما إذا كانت تُقدم أو تعرف أي مجموعات دعم ذات صلة.
فكر في “الدعم المتبادل” منذ البداية: ابحث عن أشخاص آخرين يشاركونك اهتمامك في بدء (وليس مجرد الانضمام إلى) مجموعة دعم ذاتي. لا ينبغي أن يقع عبء بدء مجموعة على عاتق شخص واحد فقط. قم بتوزيع منشورات أو دعوات توضح اهتمامك في التواصل مع الأشخاص المهتمين بالمساعدة في تأسيس المجموعة. أضف اسمك ورقم هاتفك و/أو عنوان بريدك الإلكتروني. انسخها وانشرها في الأماكن التي تراها مناسبة (مثل المكتبات، المراكز المجتمعية، مكاتب البريد، لوحات الإعلانات في الكنائس). أرسل نسخًا عبر البريد الإلكتروني إلى الأشخاص المهمين الذين تعتقد أنهم قد يعرفون أشخاصًا آخرين مثلك. انشر المعلومات على مجموعات أو صفحات وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بمشكلتك.
عندما تتلقى مكالمات أو رسائل أو رسائل بريد إلكتروني، ناقش مع المتصل اهتماماته، وشارك رؤيتك لما تريد أن تحققه المجموعة، واسأل في النهاية عما إذا كان مستعدًا للعمل معك لفترة زمنية محددة لمحاولة تشغيل المجموعة. ناقش تقاسم أعباء العمل. وزّع المسؤوليات، مثل استقبال الأشخاص عند الباب، إحضار المرطبات، تحضير القهوة، المشاركة في إدارة الاجتماع، العمل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك. عندما تجد عددًا قليلًا من الأشخاص على استعداد للمساعدة، سيكون لديك فريق “أساسي” أو لجنة توجيهية، ولن تضطر إلى العمل بمفردك. سيكون بدء مجموعة أسهل بكثير إذا تم تقاسم العمل (ولكن ليس مستحيلًا). إذا شارك بعض الأشخاص في العمل الأولي في ذلك الاجتماع الأول (المرطبات، الترحيب بالقادمين الجدد، وما إلى ذلك)، فستكون قدوة للحاضرين الجدد لما تدور حوله مجموعة الدعم الذاتي الخاصة بك – لا يقوم شخص واحد بكل شيء، بل هو جهد مشترك ومشاركة فاعلة من جميع الأعضاء.
ابحث عن مكان ووقت مناسبين للاجتماع: حاول الحصول على مساحة اجتماعات مجانية في كنيسة أو معبد يهودي أو معبد أو مسجد أو مكتبة أو مركز مجتمعي أو مستشفى أو وكالة خدمات اجتماعية محلية. إذا كنت تتوقع مجموعة صغيرة و تشعر بالراحة مع هذه الفكرة، يمكنك حتى التفكير في الاجتماع في أماكن مثل مطعم محلي. تحتوي العديد من المطاعم على غرف صغيرة خاصة وترحب بالأعمال. تبدأ العديد من المجموعات بالاجتماع في الأماكن العامة.
لتحديد وقت الاجتماع، فكر في أعضائك. هل ستكون الاجتماعات المسائية أو النهارية أفضل لأعضائك؟ يفضل الكثير من الناس أمسيات منتصف الأسبوع. من الأسهل أيضًا على الناس تذكر يوم الاجتماع إذا كان يومًا ثابتًا من الأسبوع أو الشهر (مثل: ثاني ثلاثاء من الشهر، وما إلى ذلك). ابحث عن مكان للاجتماع يُشعر بالأمان جسديًا وعاطفيًا. إذا كان أعضاؤك لا يقودون سياراتهم أو في بيئة حضرية، فتأكد من العثور على مكان للاجتماع يقع على خط حافلة أو قطار. فكر في عقد اجتماعاتك عبر الإنترنت أو “هجينة” (عبر الإنترنت و وجهاً لوجه في نفس الوقت).
روج لاجتماعك: الوصول إلى الأعضاء المحتملين يمثل تحديًا دائمًا. اعتمادًا على الاهتمام الذي ستعالج المجموعة، فكر في المكان الذي قد يذهب إليه الأعضاء المحتملين. هل يراجعون طبيبًا أو وكالة معينة؟ قد يكون الاتصال بالأطباء أو رجال الدين أو غيرهم من المهنيين أحد الأساليب التي يجب تجربتها. يعد نشر النشرات في مكاتب البريد والتقويمات المجتمعية والمكتبات طريقة أخرى. يمكن إرسال معلومات عن اهتمامك ببدء مجموعة إلى صحفك المحلية الصغيرة. فكر في مجرد الاتصال بالصحيفة واطلب التحدث إلى محرر لاقتراح مقال عن المجموعة والغرض منها. غالبًا ما يكون المحررون ممتنين لهذه الفكرة. انشر معلومات عن مجموعتك عبر الإنترنت في غرف الدردشة، وتقويمات الخدمات الاجتماعية، وعلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والأماكن التي تسمح بالنشر الشخصي.
اجتماعك الأول: يجب تنظيم الاجتماع الأول للسماح بوقت كافٍ لك لوصف اهتماماتك وعملك مع السماح للآخرين بفرصة مشاركة مشاعرهم واهتماماتهم. هل يتفق الحاضرون على أن هناك حاجة لمثل هذه المجموعة؟ هل سيحضرون هذا الاجتماع ويساعدون عند الحاجة؟ ما هي الاحتياجات المشتركة التي يريد الحاضرون أن تعالجها المجموعة؟ بناءً على إجماع المجموعة، يمكنك التخطيط لاجتماعك التالي.
إذا كانت مجموعتك تخطط لاستضافة متحدثين ضيوف، فإن فكرة أخرى للاجتماع الأول هي ترتيب متحدث وموضوع جيد يتناسب مع اهتمامات الأعضاء المحتملين والإعلان عنه على نطاق واسع مسبقًا. في الحدث، بعد جلسة الأسئلة والأجوبة مع المتحدث، خصص وقتًا لمناقشة المجموعة حتى يتمكن الحاضرون من التحدث عن هذا الموضوع في ضوء تجاربهم الخاصة. (إذا كان هناك العديد من الحاضرين، قسّمهم إلى مجموعات مناقشة أصغر ثم اجتمع مرة أخرى كمجموعة كاملة). اطرح فكرة مواصلة المناقشة كمجموعة دعم ذاتي مستمرة.
حدد واحتياجات أعضائك: إذا كانت مجموعتك جديدة ولا تتبع برنامجًا ثابتًا لمساعدة الأعضاء على مساعدة بعضهم البعض، فتذكر دائمًا تخطيط أنشطة المجموعة وأهدافها بناءً على الاحتياجات المُعبر عنها من قِبَل أعضائك. شارك رؤيتك. في الاجتماع الأول نفسه، اجعل كل عضو في المجموعة يُعبر عن رأيه عما يريده أن تُنجزه المجموعة. بعد ذلك، ناقش هذه الاحتياجات وتوصل إلى اتفاق بشأن الاحتياجات التي ستعالجها أولاً. لا تفترض أنك تعرف احتياجات الأعضاء دون أن تسألهم مطلقًا. تذكر أن تسأل أعضائك الجدد بانتظام عن احتياجاتهم وماذا يعتقدون أن المجموعة يمكن أن تفعله لتلبية تلك الاحتياجات. تجنب فخ تحول أعضاء المجموعة الأساسيين إلى مجموعة فرعية صغيرة. إن الترحيب بالقادمين الجدد إلى المجموعة هو عملية مستمرة تتجاوز مجرد الترحيب بهم عند الباب.